الطب
الدكتور الجزائري الأصل إلياس الزرهوني
———————————————————————————
د. إلياس الزرهوني.. رائد كشف الأمراض بالأشعة
Share Button
TwitterFacebookGoogle PlusPinterestLinkedinEmailPrint
إعداد: ناصر أبو عون
ولد الدكتور إلياس الزرهوني بقرية ندرومة الجزائرية قرب الحدود المغربية، لأب يعمل أستاذًا للرياضيات ودرس في الجزائر العاصمة علوم الطب وتخرج في عام 1975بمرتبة الشرف الأولى، ثم قصد الولايات المتحدة وهو في 24 من عمره ودرس في دجون هوبكنز يونفرستي هوسبتول ثم أصبح يدرس فيها حيث تخصص في استعمال التصوير الاشعاعي في تشخيص الامراض. وفي عام 1978، عُيّن أستاذاً مساعداً، ثم تدرج ليُصبح أستاذاً محاضراً، قبل أن يتجاوز سن الرابعة والثلاثين. وبين عاميّ 1981 و1985 عمل في قسم الطب الإشعاعي في كلية الطب في فرجينيا الشرقية، مُشتغلاً على استخدام التصوير الاشعاعي كوسيلة للتشخيص المُبكّر للأمراض السرطانية. وابتكر أولاً جهازاً للتصوير المجسم «سكانر» في هذا المجال. وتطلب الأمر منه ان يتعمق في دراسة الفيزياء والرياضيات. وبعدها، عاد إلى جامعة «جون هوبكنز» حيث عُيَّن أستاذاً محاضراً عام 1992، ثم رئيساً لقسم الطب الإشعاعي عام 1996. في تلك الفترة، أنجز زرهوني 157 ورقة بحث معتمدة، ونال ثماني براءات اختراع عن مكتشفاته في التصوير الإشعاعي. ومُنح الميدالية الذهبية للعلوم في أمريكا.
مدير المعاهد القومية
تقلد الزرهوني عام 2002م منصب مدير معاهد الصحة القومية الأمريكية بولاية مريلاند، وهو منصب لم يصل إليه أي عالم عربي قبله في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يعمل بهذه المعاهد أكثر من 10 آلاف موظف وباحث، وموازنتها تعادل 27 مليارًا ومائتي مليون دولار، ويمول المعهد ثلاثة وأربعين ألف مشروع تتولى فروعه السبعة والعشرون المنتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذها، أما المشاريع التي يسهم المعهد في تمويلها كليًا أو جزئيًا في العالم فهي كثيرة ومتعددة وتخص أساساً أمراض الايدز والسل والأمراض المعدية الكثيرة لاسيما في القارة الأفريقية.
إنجازاته
بين عاميّ 1981 و1985 عمل الزرهوني في قسم الطب الإشعاعي في كلية الطب في فرجينيا الشرقية، مُشتغلاً على استخدام التصوير الاشعاعي كوسيلة للتشخيص المُبكّر للأمراض السرطانية ويتمثّل اكتشاف د. الزرهوني العلمي الأول في استعماله صور «سكانر» لتحديد نسبة الكالسيوم في الأنسجة الحيّة، ما مكّنه من استخدام تلك الصور للتمييز بين الورم الخبيث الذي يحتوي نسيجه على القليل من الكالسيوم) والحميد، ويزيد من أهمية هذا الاكتشاف أنه أغنى الأطباء والمرضى عن الحاجة إلى أخذ عينات من الأورام جراحياً من طريق الخزعة، وسرعان ما تنبّه إلى أن أحداً لم يسبقه إلى تلك التقنية، التي استخدمها للتعرف إلى نسبة الكالسيوم في العظام، ما جعله أول من استعمل الصور الاشعاعية، منذ عام 1978م. لتشخيص مرض ترقق العظام، الذي يعتبر من أكثر الأمراض انتشاراً، وخصوصاً بين النساء. كما استطاع المساهمة في تحويل صور «سكانر» العادية إلى صور عالية الدقة، وهو ابتكار مسجل باسمه أيضاً، وإن كل همه كان يتمثل في السعي إلى الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لتطوير آلية الفحوص التي تتم بواسطة الأشعة ولم يكتف إلياس الزرهوني بتطوير هذه الفكرة عبر الممارسة والبحوث العلمية الغزيرة بل إنه أصبح مخترعا وسجّل عدة براءات في هذا المجال وأنشأ شركة لا تزال تنشط حتى اليوم وتعد من أفضل الشركات العالمية المتخصصة في تصنيع معدات الكشف عن الأمراض بواسطة الأشعة.
ونشر الزرهوني العديد من الأبحاث، وحصل على العديد من الجوائز أهمها جائزة “أعلى وشاح للمبدعين” من الرئيس الفرنسي، وقد شغل البروفيسور الزرهوني مناصب عدّة منها نائب عميد كلية الطب في جامعة “جونز هوبكنز” وعضو مجلس إدارة المعهد القومي للسرطان، ومستشار منظمة الصحة العالمية ومستشار البيت الأبيض للشؤون الصحية.
سر النجاح
ويرد زرهوني نجاحه إلى مناخ المجتمع العلمي في أمريكا، حيث العنصر المُحدّد لتقدم الفرد هو الكفاءة والنجاح. «لا يهتمون بأصولك ولا يسألون من أنت. المهم ماذا فعلت، وهذا ما جعلني دائم الإعجاب بنظام البحث الأمريكي». هل تأثر هذا الأمر بأحداث 11/9 الارهابية؟ ينفي الزرهوني ذلك بقوة. «أنا مثلاً سمَاني الرئيس جورج بوش في هذا المنصب سنة 2002، من ضمن ثلاثة متنافسين. وأحظى بتعيين رئاسي مُعزَز بتزكية من مجلس الشيوخ. ولا أخفي أنني أثق بالعبقريتين الأوربية والعربية، وإذا كانت هناك من لغة عالمية، وهي موجودة فعلاً، فهي لغة العلم… المجتمع الأمريكي حاضن للكفاءات وليس طارداً لها، تلك هي ميزته ونقطة قوته الرئيسية.ويوضح ان مهمة «المعاهد الطبية الوطنية» تتمثّل في دراسة الأسباب العميقة والعلاجات والخطط الاستراتيجية لمكافحة الأمراض النادرة والمنتشرة على السواء. وتحصل على 500 ألف مساعدة تُوجَه إلى 212 ألف باحث يعملون في 3000 جامعة ومركز أبحاث في أميركا وعبر العالم، من ضمنهم 6000 عالم في مختبرات المعاهد التي تتركز غالبيتها في ولاية ميريلاند.
ويشير الزرهوني إلى أن الولايات المتحدة تُخصص نحو 3 في المائة من الثروة القومية للبحث العلمي، وتبلغ النسبة عينها في اليابان على سبيل المقارنة 2.85 في المائة، وقد ضاعفت الصين حجم موازنة البحث العلمي في الأعوام الخمسة الأخيرة، وتعتزم مضاعفتها ثلاث مرات في مستقبل قريب. وينبّه إلى ميل الولايات المتحدة راهناً لتوطين العلماء الصينيين المهاجرين وإدماجهم فيها.
———————————————————————–
حوار للاستماع باللغة الانكليزية
————————————————————————-
0 Comments